Random Thoughts (Mohamed Saleh)
"What can be said at all can be said clearly.. What we cannot talk about we must pass over in silence", Ludwig Wittgenstein
Saturday, November 9, 2013
تعداد النفوس (رواية) - الورقة الأولى
Monday, March 19, 2012
Women's Role in Societies
Tuesday, July 12, 2011
أقصوصات الزمن الخلاق
تحت أنقاض الانكسار
تشبث بيدها. الترام منطلقة في طريقها المحتوم بلا هوادة. القلب يطير. تتأرجح الترام من فرط السرعة. تدخل النفق غير المسقوف. الجدران تعلو وتعلو بسرعة. تزدان بعبارات بذيئة. أنفاسه تتصاعد من شدة التأثر. يمسك بيدها أكثر وأكثر. المقاعد الحمراء. الجدران تتمايع وتتلون كالأمواج المتلاحقة. تنكسر حدتها فتصير تلالا رملية. الترام تغوص تحت الأنقاض. قلبه يغوص. يختنق. يعتصر يدها. يتوقف الزمن. تشرق بنفسه شمس السلام.
شباك الأماني
الحائط يحجز الرؤية. بالقلب قلق خفي. يتطلع إلى ما هو وراء ذلك. لكن الظلام داكن والسواد يغلف المكان. كيف له بها؟ وهو من هو؟ وهي شريهان نجمة الفوازير. تغلفه الكآبة. ينفتح الشباك في المواجهة. يتسع. يتسع. حتى يصير بالباب أشبه. يتململ. تطل من الشباك. من عليائها. كنجمة الربيع الخاطئة. بفستان من حرير. يشعر بسعادة مرتعشة مذنبة خائفة. تبتسم في وجهه. كالملاك الساحر. تتمايل وتتراقص على أنغام ألف ليلة وليلة.
لقاء النقيضين
يصحو من نومه. يستعد للنزول من الفراش. يراها متحفزة. قطة سوداء. تموء بأقذع الأصوات. يغوص قلبه في الأعماق. يخفق ويخفق حتى لا يصير قادرا على الخفقان. تبرق عيناها الشريرتان. لكنه يظهر في الوقت المناسب. أبيض ناصع البياض. بلا ملامح ولا قسمات. لون أبيض. يقف عند باب الحجرة بلا كلام. تهاجمه بأسنانها الحادة. لكنه لون بلا جسم. تضيع محاولاتها هباء. شفاف بلا مادة. تهدأ نفسه الحائرة.
ضوء عينيك؟
ركبت الميكروباص. انتظرت كثيرا حتى اكتمل العدد وانطلق. حلق في السماء. في الآفاق. فوق البحار والمحيطات. ظللتها سعادة وهدوء وسكينة وسلام. داعب وجنتيها رذاذ البحر. ضحكت. دغدغ عينيها حتى أجبرها على إغلاقهما. إلى الأبد.
فجر الضمير
تمنى لو ينام. السحور انتهى وحان موعد الصلاة. تثاقل جفناه. تسلل إلى السرير في غفلة من الجميع لعله يصله قبل فوات الأوان. لكن هيهات. سرح بخياله في الصلاة. أطال الإمام في الدعاء. تراءى السرير في مخيلته بغواية ملحة. هل يسمعه الله ويعد عليه هفواته؟ تمنى عالما حرا بلا إله. تمنى لو ينام. عزفت بقلبه أنغام الحرية.
العشاء الأخير
بعينيها نظرة مستسلمة عارفة واثقة. يشع منها السكون والسلام والرضا. كمن خبر المصير وعرف الكل في آن. يأكل معها. يتساءل بطفولة ساذجة. تقول له لا تحزن. مهما حدث. مهما حدث.
آخر العالم
يتضور جوعا. يريد أن يأكل كعك العيد. لابد أن يدخل الحجرة الكائنة في آخر العالم. حيث الصندوق به الكعك. يتردد كثيرا ويخاف. إنه في أحد أشولة الأرز بالحجرة نفسها. جسده ملقى هناك بعدما مات الأسبوع الماضي. كيف له الدخول وذلك الجسد هناك؟ يستجمع كل شجاعته. يمضي بثبات مرتعش. يدلف إلى المجهول بكثير من الخوف والرجاء. يرمق الشوال بعين زائغة. يفتح صندوق الكعك بيد مهتزة. يرى يده تتأرجح من داخل الشوال. يختطف كعكا يكفيه لباقي العمر حتى لا يأتي هنا ثانية. يعدو إلى الخارج بكل قوة.
الطريق مغلق
تخرج من المدرسة. تسرع إلي المنزل. لكن الطريق أمام المدرسة مغلق. الأقماع والحواجز المعدنية. تهتف: افتح الشارع يا فتوح! ما من مجيب. ما من مجيب.
محطة السكك الحريرية
كان الزمن جميلا هادئا. المحطة نظيفة والأشجار وارفة الظلال. العصافير مهذبة. حضر والداه يودعانه الوداع الأخير ربما. والده بالبدلة الشتوية الوقور. والدته بالتايير الأنيق. جفف دموعه المتلاحقة. امتنان. صعد إلى القطار. نظر من الشباك بقلب تملؤه الحسرة. لوح لهما بيديه. تحرك القطار بطغيان الحتمية والنظام. نظر إلى يديه فوجد هاتف والده المحمول ما زال بيده. هب من مقعده. شعر بالهلع. نظر من الشباك فوجدهما أدارا ظهريهما عائدين. صرخ وصرخ. تفتتت صرخاته على قضبان الحتمية. شعر بالضآلة والخزي والعار.
لحظة الانفصال
كان واقفا في البلكونة يشاهد المارة. يتجنب النظر إليها في البلكونة المقابلة. يسمع الصخب في الشارع. السيارات المزعجة. الناس. قفز من البلكونة .وقف عالقا في الهواء ليرى بلكونته من الجهة المقابلة. من الخارج. هاله ما رأى. الكون والناس والحيوانات والحشرات سيمفونية متناغمة وهو نشاز.
الألم اللامتناهي
رآها جالسة على السلم. غير قادرة على النهوض وهو قادر. ركبتاها تتألمان. على وجنتها دمعة. لعن رجليه وصحته. تمنى لو يصاب بالشلل التام ويجلس بجوارها بلا فروق اصطناعية. بلا تصنيفات. ابتسم وقلبه كالتائه. قال ستكونين بخير وستفهم الأكوان كيف تكون معاملة الإنسان.
القرصان المحلق
كابتن هادوك رمز الإنسان الكوول. زجاجة الخمر لا تفارق يده. هيهات أن يصير مثله. اختار تلك القصة وذينك البطل. نهره الرقيب. شراء الكتب ليس متعة بل واجب أخلاقي.
الزمن الثابت
تسمر في مكانه. القطط تدور حوله بلا نهاية ولا بداية. تكشر عن أنيابها بلا خجل ولا وجل من العقاب. أحكمت حلقاتها حوله. شعر بالاختناق. باقتراب النهاية المحتومة. انقضت عليه. حاول الدفاع عن نفسه. لكن الزمن ثبت عند لحظة بدء الانقضاض. كان به شيء من الملل والتململ. لكنه كلما شعر بضرورة مضي الزمن مرة أخرى تذكر المصير المحتوم والقطط المتوثبة. ففضل الملل والثبات على التاريخ المجازف. وشعر في ثبات الزمن أن اللحظة الآنية التي ليس لها بُعد بالضرورة صار لها طول. وللأسف صارت محسوسة معاشة مملة وهو الذي تمنى أن تكون لحظة غير مدركة كي لا يشعر بالخوف. مع ثبات اللحظة تسلل إليه الشعور بالخوف.
محمد عبد الرحمن صالح
في الطائرة إلى بوسطن
10 يوليو 2011
Thursday, June 23, 2011
يوسف كرم... تجربة ذاتية
لست أعلم السبب وراء قراري المفاجئ بالكتابة عن يوسف كرم. ربما هو إحساس بضرورة العرفان بفضل الرجل في تكوين تفكيري منذ الصغر وإحساس بالمرارة لأن الرجل لم يأخذ أبدا حقه من الشهرة التي أعطت بلا حساب لمفكرين مصريين آخرين أقل ما يقال عنهم أنهم أقزام بالمقارنة بهذا الرجل. كبداية فشلت فشلا ذريعا في الحصول على أية صورة فوتوغرافية للرجل على الانترنت فاكتفيت بوضع صورة غلاف واحد من أشهر كتبه "تاريخ الفلسفة الحديثة". ولعل هذا يغني عن الصورة والشخص فما يبقى من الإنسان هو الفكر والأثر.
Sunday, May 8, 2011
Serapis
Tuesday, May 3, 2011
An Interesting Reading: Animals' Lawsuit Against Humanity by Ikhwan Al-Safa'
A mysterious group in the Islamic world which existed around the 10th century AD, Ikhwan Al-Safa' (Brethren of Purity) is considered a "heretical" group by mainstream Sunni Muslims. Once the Abbassid Caliph Al-Mustangid ordered that their "rasai'l" (treatises) be burned wherever found. The treatises, however, made their way to our hands and being an "encyclopedia" in the proper sense of the word, they probably constitute one of the earliest encyclopedias Man has ever invented. Ikhwan Al-Safa' remain until today a controversial group in the history of Islamic thought. The identity of the members of the group was never revealed since they were a secret group, which adds to their mysterious character.
Monday, April 25, 2011
(التخطي والحدود والحرية - حول ماهية الأخلاق (قصة قصيرة
وقف يرص السجلات القديمة المتربة بيديه المعروقتين على الأرفف المتهالكة والسيجارة لا تفارق فمه. تمتم بصوت لا يكاد يسمع:
- - الله يلعن أبوهم عالم ولاد كلب.. كمبيوتر قال وأطران على دماغهم وفي الآخر أنا اللي أنظم وأرتب..
بدا عليه الضيق الشديد وهو يبحث عن مكان إحدى السجلات بإصرار ثم يأس. مرت ثوان معدودة من البحث حتى وضع السجل على رف عشوائي وهو يسب ويلعن قائلا:
- - إنت هتقرف أمي ليه؟ أهه اتنيل خليك هنا لحد ما يبان لك صاحب..
نفض يديه من الأتربة وأطفأ نور المخزن وهو يخرج من الحجرة. أغلق الباب بالمفتاح عندما سمع صوتها الخافت تقول:
- - داهية تاخدك يا بعيد.. بقى أنت يا منيل بتنصب علي؟
تحول الضيق البالغ على وجهه إلى ابتسامة واسعة وقال بصوت ناعم:
- - وفاء.. ازيك؟
لم يبد عليها التأثر بابتسامته. قالت بإصرار:
- - بقولك إيه يا زفت الطين.. الحركات بتاعتك دي مش هتخيل عليّ.. إنت صحيح خدت فلوس مكافأة من ورانا؟
قال بتلقائية:
- - من ورا مين؟
- - اللهم طولك يا روح.. من ورايا أنا وبقية رؤساء المخازن.. عرفت إنك خدت فلوس من الراجل اللي جه يعمل شجرة عيلة..
- - يا حول الله يا رب من الإشاعات.. وإنتي برضه تصدقي الكلام ده عليّ يا حاجة؟.. وإن جاءكم فاسق..
قاطعته قائلة:
- - متعمليش فيها عمر بن الخطاب.. والله ما فاسق إلا إنت.. وبعدين لخص وجيب الفلوس بدل ما أعلي صوتي وأجيب لك جرجس وعبد الكريم..
- - يا وفاء والمصحف الشريف ما خدت حاجة..
- - يا داهيتي عليك راجل.. بتحلف كدب؟.. إنت يا راجل مش مكسوف من نفسك؟ ده إنت بنتك على وش جواز..
- - يا وفاء ده احنا عشرة عمر.. معقولة يعني أعمل الكلام اللي بتقولي عليه ده؟
- - ما هو احنا علشان عشرة عمر لزماً أصدق.. هو إنت يعني أول ولاّ آخر مرة تعملها؟.. اخص عليك راجل.. والله عمرك ما هتتغير.. طول عمرك وحش في موضوع الفلوس.. عادتك ولا هتشتريها؟
بدا عليه نفاد الصبر. تلفت حوله في حذر قبل أن يقول بصوت خفيض:
- - يا ولية حرام عليكي والله.. دول ملاليم.. إنتي بس فاكرة إن تحت القبة شيخ.. أنا لو الموضوع مستاهل والله كنت قلت.. هو أنا يعني من امتى باخبي؟
- - خش في عبي يا واد.. الراجل شكله مستريح..
- - بلا نيلة ده إيحة.. الموضوع كله عشرة جنيه عُمي.. شفتي بقى إنك عاملة قصة من غير قصة؟
- - بقولك إيه؟ وديني شكلك ما هتجيبها لبر.. عشر مصايب لما يلهفوك.. إيدك على خمسين جنيه.. وبعدين احنا لازم نقول لجرجس وعبد الكريم.. الحق حق..
احتد صوته قائلا:
- - خمسين إيه وزفت إيه؟.. وبعدين جرجس مين؟.. إنتي عاوزة تدخلي الصليبي ده بيننا ليه؟ ده حتى حرام..
- - يا راجل والله ده إنت هتشيل ذنوب بشعر راسك.. جرجس عمره ما بيتأخر على حد فينا.. والراجل طول عمره في حاله.. لكم دينكم ولي دين..
- - طيب ياللا يا اختي خلي جرجس ينفعك.. وبعدين أنا اللي تعبت في شجرة عيلة ابن الكلب ده.. خدي العشرين جنيه وكل سنة وانتي طيبة يا أم علاء.. ورحمة أمي ما اخدت غير خمسين جنيه.. يعني كده قسمة حق..
تأففت قائلة في يأس:
- - عمري ما بعرف أغلبك يا ابن اللئيمة..
قالتها وهي تخطف العشرين جنيها من يده في خفاء. قال في تلطف:
- - بس أخبار علاء إيه؟ كلمتي المدير عليه؟
علا وجهها حزن مفاجئ. قالت بتأثر:
- - والله الواد يا كبدي من غير شغل بقاله أهه أكتر من خمس سنين.. يعني علام ومصاريف وجامعة وفي الآخر يقعد جنب أمه.. والنبي ده في شرع مين؟.. رحت كلمت المدير قاللي لأ يعني هو كل واحد هيجيب واسطة علشان يشغل ابنه في الحتة اللي هو فيها؟ دي كده هتبقى عزبة.. وقعد يديني محاضرة في مكارم الأخلاق..
تنهد وهو يقول:
- - ما هو ده شرع الحكومة.. هي بس اللي تسرق وتتوسط.. داهية تاخدهم كلهم..
رفع صوته قائلا:
- - صباح الفل يا كلب.. عامل إيه يا عبد الرحيم؟
رد عبد الرحيم بصوته الجهور المتحشرج:
- - مش بارتاح أنا للكلام المداري اللي على جنب ده.. بتقسموا طبعا.. وأنا مش لاقي تمن جزمة بدل اللي اتهربدت دي..
ردت وفاء بنبرة ضاحكة:
- - الله يهدك يا عبد الرحيم.. يا خويا نقسم إيه وبتاع إيه؟.. هو الواحد فينا لو كان بيقسم كان هيبقى ده حالنا..
ثم بسخرية:
- - وبعدين يا خويا إنت مش ناوي تعتق الجزمة دي صحيح؟.. دي من عمر علاء..
رد عبد الرحيم ضاحكا:
- - والله بافكر أغيرها يا أم علاء بس خايف علاء يزعل..
ثم غامزا:
- - بتوهي المواضيع وباعديها بمزاجي.. بس وديني المرة الجاية ما هاسيبكم.. ولاّ يعني علشان بقيت فراش أضيع في الرجلين؟.. لا ده أنا بكالوريوس آداب بس هو الزمن اللي ندل وخلاني كده..
رد عليه قائلا:
- - يا عم حل عن نافوخنا بقى بالبكالوريوس بتاعك ده.. ويعدين اللي خلاك كده زفارة لسانك مش الزمن ولاّ نسيت الشتايم اللي قلتها لسعاد يوميها واتنقلت بسببها؟.. ده كتر خيرهم إنهم سابوك بتشتغل بدل ما يمشوك..
- - ماشي يا عم المحترم..
ثم بصوت جهور موجه للجميع الذي لم يكن حاضرا:
- - أهه قاعدين يهزءوني علشان ظبطهم وهم بيسرقوا.. سامعين يا حيوانات؟
قالها وهو يمشي مبتعدا. فقال لوفاء:
- - ياللا أروح أنا المكتب بقى.. سلميلي على علاء..
دخل المكتب فعاجله شاب يرتدي نظارة طبية بالسؤال:
- - يا أستاذ صادق مش احنا اتفقنا إن أي سجل لازم يتسجل هنا على الكمبيوتر الأول قبل ما يخرج من المخزن؟
- - أيوه يا سيدي.. عاوز إيه من سي زفت صادق؟
رن تليفونه المحمول فرد قائلا:
- - ألو.. أيوه يا محمود.. عامل إيه يا ابني؟.. كلمتك امبارح ستين مرة وإنت حالقلي.. طبعا طبعا ما أنا فاهم.. بس ضروري والنبي علشان علاء ده أمره يهمني.. يعني يا ريت بس نشبكه في الإدارة عندكم.. تمام.. تمام.. ماشي.. وعليكم السلام..
************************************
محمد صالح
لوس أنجلوس 10/4/2011