أهل القرية
"قصة قصيرة"
منذ ولدت وأنا أرى أمامي ثلاثة نماذج للحياة في قريتنا الضائعة...
وهي قرية ضائعة بالمعني المادي والنفسي، فهي قرية مغمورة من قرى الدلتا لا يسمع عنها أحد من ساكني المدن أو من القرى المجاورة، لا تتمتع بأبسط حقوق الآدمية، فهي محرومة من مياه الشرب، رغم أنها تبعد عن نهر النيل العظيم مسافة ثلاثين كيلومترا، ورغم أن هذا النيل نفسه يروي قرى مثلنا على ساحل البحر المتوسط تدعي "قرى سياحية" بأفضل وأنقي مياهه، ومع ذلك فقد سمعت أن ساكني هذه القري يأنفون من مياهه ويستعيضون عنها بمياه معدنية تخرج من أنقي آبار مصر الجوفية!
من هنا كانت قريتنا ضائعة ماديا.....
أما الضياع المعنوي فقد كان ناجما عن الحالة النفسية المتدهورة لسكان قريتنا، فالتعليم يكاد يكون منعدما.. المدرسة الوحيدة مكتظة بالتلاميذ.. الفقر مدقع.. الأطفال حين يكبرون وينهون تعليمهم الجامعي يكتشفون بعدها أن الطريق مسدود وملئ بالمطبات بدءا من المستوي الاجتماعي الذي يحكم علينا كلنا أهل القرية بأننا عبيد الأرض لا نرقى إلى مستوى السادة، مرورا بالجهل باللغة الإنجليزية ولغة العصر اللتين سمعنا عنهما في الكتب، ووصولا إلى الوساطة التي لا نملك من أهدابها سوى "عم كامل" الذي هاجر إلى طنطا ليعمل كاتبا في نيابتها.. وعلى الجملة، فنحن ذباب لا يستحق الحياة إلا متعلقا بذيول سادتنا.. هذا إن قبل السادة..
ومن هنا كان الضياع المعنوي....
أما عن نماذج الحياة في قريتنا التي ذكرتها آنفا فذلك موضوع يستحق التوقف عنده...
النموذج الأول هو صاحب السعادة "واصل أفندي" رمز النجاح الخارق في قريتنا الضائعة..
كانت عائلة واصل أفندي عائلة عتيدة في الضياع!!..
جده الأعظم والأكثر ضياعا استدعاه مراد بك إبان حملة الفرنساوية ضمن آلاف من الشبان الأقل ضياعا.. لبى جده نداء الجهاد وسمع فتاوى فحول الأزهر فحمل سيفه، وذهب رأسا إلى ربه في السماوات العلا إثر رصاصة طائشة جاءته من أحد زملائه في أول تجربة له لحمل البنادق!!..ولم يفز جده المسكين من ثم بجوائز الشهيد التي يحصل عليها فور شهادته.. أخبرتني أمي الراحلة حين استحضرت روحها أنه من أتعس أهل الجنة!!.. بضربة واحدة كان سيقفز إلى الفردوس، ولكن هيهات.. تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن!!..
جده الأقل عظمة كان أول من تعلم القراءة والكتابة في قريتنا إبان عهد محمد على باشا الكبير،استدعوه عند حفر قناة السويس في عهد سعيد باشا طيب الله ثراه، فشارك في الحفر خدمة للوطن وإعلاء لكلمة الله، لكنه لبي نداء ربه إثر مشاجرة مع زميله قتل كل منهما فيها الآخر.. أخبرتني أمي أنه الآن من أهل النار، ولو انتظر قليلا لمات في أعمال الحفر ولاستحق حينئذ دخول الجنة التي تمتلئ بزملائه الأبرار..
لكن قنبلة الضياع في هذه العائلة الميمونة كان بلا شك عباس أفندي الجد المباشر لواصل أفندي، والذي كان من أشد المتحمسين لـ"سعد زغلول باشا" وشارك في ثورة 1919 بكل قوته، وعندما احتل الإنجليز قريتنا وأعملوا فيها السلب والنهب والاغتصاب رأى في ذلك انهيار حلمه وصور له خياله أن الحرية التي حلم بها الجنس البشري قد ماتت بلا عودة فانتحر.. أخبرتني أمي أنه في الدرك الأسفل من النار.. أما سعد زغلول باشا فقد صار بعد رئيسا لوزراء مصر ومات وهو على عرش المجد بل إن أمي تقول أنه يحتل مكانة لا بأس بها في الجنة.. رحمة الله عليك يا عباس أفندي..ويلي مغفرتك يا إلهي فطلب الرحمة لا يجوز لمن مات كافرا..
وهكذا كانت عائلة واصل أفندي تمضي من ضياع إلى ضياع، إلى أن ولد واصل أفندي قنبلة النجاح المتفجرة في العائلة المنكوبة...
كان واصل أفندي في بدء حياته (وربما في نهايتها) لا يبدي أي استعداد طبيعي للنبوغ والتفوق.. كان في أسفل درجات الفقر.. ثيابه كانت بالنسبة لنا في القرية تدعو للشفقة.. لا يستحم إلا في الأعياد المقدسة، ولا يلمس الماء جسده العفن إلا في غفلة من الزمن...
لكن حياته تغيرت فجأة.. ففي يوم ضائع لم يحتسب ضمن أيام التاريخ جاء خطاب بطريق الخطأ إلى واصل أفندي يفيد بأنه سيعين في إحدى الوظائف الميري الكبرى في قاهرة المعز.. كانت القاهرة ومازالت بالنسبة لنا كنيويورك بالنسبة إلى مقديشو.. أرض الأحلام.. في ذلك اليوم جاء واصل أفندي إلى منزلنا ليقترض قميصا وبنطلونا من والدي الراحل.. هذا القميص وذلك البنطلون اللذان كان مفخرة أبى وأهل القرية لا يرتديهما شخص إلا للحفلات الكبرى كالعرس والختان.. أذكر أنه اقترض كذلك حذاء أبى لكي يكمل الأناقة.. لكنه نسي أن يقترض جوربا فارتدي الحذاء بلا جورب.. في قريتنا الناس يخدم بعضها بعضا بكل ما يملك.. فأعطاه والدي ما أراد...
رحل عنا واصل أفندي ليذهب إلى القاهرة.. فصدم فيما يعرف بصدام الحضارات.. رأى السيارات الفارهة بدلا من الحمير والبغال.. رأى الطرق الممهدة.. الثياب التي لم يرها بشر لدينا..اكتأب لأيام وأحس بالنقص والضياع لكنه أفاق بعدها أكثر إصرارا على المضي في طريقه.. وبالفعل تغير واصل أفندي.. تعلق بأهداب السادة وارتشي.. وتنكر لنا نحن أهله وعشيرته.. عندما زاره أهل القرية ذات يوم تحجج بأنه ليس لديه الوقت الكافي للزيارة فرد أهل القرية خائبين.. منذ ذلك اليوم وأهل القرية يقسمون بأن واصل أفندي لن يرى خيرا...
لكنه رأى الخير كل الخير.. ترقي في المناصب.. انتقل من نجاح إلى نجاح.. دخل المجلس الموقر كنائب عن إحدى القري المجاورة (عندما تبين له أنه لا يملك أية شعبية لدينا) وعين وزيرا للتعليم العالي (ذلك الذي لم يقرأ كتابا في حياته)..
ومن جهة أخري بدأ واصل أفندي يعمل لآخرته كأنه يموت غدا، فبدأ يصلي ويصوم.. زار البيت الحرام أكثر من ستين مرة.. ابتعد عن كل شهوات الدنيا..تبرع بأغلب ماله للأيتام والمساكين.. والآن هو في الفردوس الأعلى كما أخبرتني أمي وهي تتميز من الغيظ.. لعن الله واصل أفندي.. أستغفر الله.. رحم الله واصل أفندي ووسع له في جنات النعيم والحور العين والإستبرق!!
أما النموذج الثاني للحياة فهو وحيد أفندي رمز العلم الصارخ في قريتنا الضائعة.. لكن عائلة وحيد أفندي كانت لا تمت للعلم بصلة بل نموذجا في الجهل المعيب!!..
جده عاش طيلة عمره لا يعرف كيف يقرأ حرفا، أو حتى يكتب اسمه.. كان مؤمنا بشفاعة الأولياء إلى أبعد الحدود.. ذات يوم اتهمه أحد الشيوخ بأنه مشرك تماما مثل أبى جهل، لكن الرجل لم يهتم واستمر على قناعته وإيمانه إلى أن مات وهو يبكي في ضريح السيدة نفيسة.. واختلفت فيه الآراء.. قال البعض هو في النار حتما أما الآخرون الأكثر تسامحا فقد قالوا ربما يغفر له الله ذنوبه وأكد الجاهلون من أمثاله أن السيدة نفيسة ستشفع له لا محالة، وأنه سيلقي النعيم الأبدي في جنات عدن، أمي أخبرتني أنه يتردد بين الجنة والنار ولا أحد يعلم مثواه الأخير..
لكن وصمة العار الأبدية في عائلة وحيد أفندي تمثلت في أمه.. فوحيد أفندي جاء إلى الدنيا إثر علاقة آثمة بين والده وبين عاهرة مرت بالقرية فعلت فعلتها الشنعاء وأنجبت وليدها ثم رحلت بلا عودة..
أما وحيد أفندي فقد نشأ عاشقا للقراءة وكارها لأهل القرية الذين كانوا دائما ينظرون إليه بشماتة مذكرين إياه بأصله الوضيع.. فوحيد أفندي فضلا عن أمه الطاهرة كان قد رزق بأب من الأبرار الفجار.. أب من هؤلاء الذين ماتت قلوبهم فلم تعد تخش العزيز الجبار..لا يتواني عن فعل المعاصي بليل أو نهار.. كان أبوه قد أمضي حياته العطرة دون أن يصلي ركعة واحدة.. زجاجة النبيذ كانت لا تفارق يده.. لم يفق من دنيا الأحلام التي يحلق بها سوي مرة واحدة عرف فيها بميلاد ابنه الوحيد "وحيد" لكنه لم يصدق أنه ابنه وظل يتهم العاهرة بالكذب ويقذفها بأقذر الشتائم، لكنها بادلته السيئة مثلها وأوسعته ضربا وتركت له ابنه المزعوم وهربت من قريتنا.. كانت تلك الحادثة من الحوادث الشهيرة في تاريخ قريتنا المجيد، بل تكاد تكون أهم حادثة في تاريخه، فالتاريخ انقسم بسببها إلى قسمين "ما قبل معركة العاهرة مع أبو وحيد أفندي الفاسق" وما بعدها. تماما مثلما قسم فتح العثمانيين للقسطنطينية التاريخ إلى عصور وسطي وعصر حديث. هكذا كان ميلاد "وحيد أفندي" مولد الحداثة في قريتنا البدائية.
والحق أن وحيد أفندي لم يتوان عن تحديث قريتنا بكل السبل مدفوعا بكراهية محمومة للتخلف البادي في وجوه الأهالي، فحاول أن يعلم أهل القرية القراءة والكتابة لكنهم لم يتقبلوا تلقي العلم على يد شخص "ابن عاهرة" أو "ابن كلب" مثله، فتهكموا عليه مثلما حدث للأنبياء والرسل وكافة المصلحين ودعاة التنوير.. هكذا كان وحيد أفندي يردد دوما أنه لا كرامة لنبي في وطنه وأنه ربما يلقي مصير سقراط فيتم إعدامه، فقذفه أهل قريتنا الأجلاء بالبيض الفاسد. منذ ذلك اليوم ووحيد أفندي يؤثر السلامة والوحدة، لكنه اقترب يوما من شباب القرية يحاول إصلاح عقولهم الفاسدة على حد زعمه، فأوهمهم أن كل الأديان والفلسفات هي محاولات للفهم وأنه لا ميزة لأحدها على الأخرى، وأن كل عقل يختار ما يلائمه من عقائد، وأن الشعائر (كالصلاة والحج) ليست بذات أهمية.. قاتله الله!!.. لكنه تلقي العقاب الذي يليق بأمثاله فتم ضربه بالفلقة حتى تورمت قدماه، ولكي يثبت حسن نواياه بعد ذلك سب مسيحيا في الطريق بلا أي سبب وقذفه في المصرف فكادت تحدث فتنة طائفية لولا أن شيوخ القرية قرروا ضرب وحيد أفندي بالفلقة مرة أخرى فنال العقاب استحسان الجماهير السادية المتعطشة للقتل والتعذيب.. بعدها أصبح وحيد أفندي معزولا تماما يحتقره المسيحيون ويلعنه المسلمون المتسامحون والسماوات العلا..
وعندما وافته المنية، لم يلحظ أحد اختفاءه، لولا أن رائحة جثته المتعفنة قد فاحت فتم كسر الباب وإلقاء الجثة في المصرف.. والعجيب أنه وجد محتضنا "إنجيل المسيحيين" عند موته.. فسبب ذلك خلافا شديدا في الرأي بين أهل القرية.. المسلمون يؤكدون أنه في النار، أما المسيحيون فيؤكدون أن يسوع قد أخذ بيده من دنيا الشيطان إلى دنيا الله.. أمي تؤكد إنها لم تره في الجنة، وأنه ربما يكون قد ذهب إلى جنة المسيحيين المزعومة. وتكاثرت الشائعات حوله.. بعض أنصاره الملعونين قالوا أنه رفع إلى السماء لا إلى المصرف وأنه المهدي المنتظر الذي سيملأ الدنيا عدلا، واتخذوا بيته مقصدا للحج والبركة، يطوفون حوله كأنه الكعبة ويقبلون جدرانه.. والبعض الآخر يقول أنه المسيح الدجال ويؤكد أحدهم أنه قرأ بنفسه كلمة "كافر" مكتوبة بوضوح على جبينه وأن "وحيد أفندي" من ثم يعد من علامات الساعة الكبرى.. والبعض شبهه بالحلاج الفاسق المتأله.. لكن المؤكد أن ميلاد وحيد أفندي كان نقطة فاصلة في تاريخ القرية الذي يجري بلا هدف وبلا انقطاع.. لعن الله وحيد أفندي وأمثاله من الملاحدة والزنادقة والدجالين والحلاجين وكل من حذا حذوهم..
النموذج الثالث للحياة في قريتنا البائسة هو والدي "عبده أفندي" أحد أقدم الفلاحين والمزارعين في قريتنا والذي وافته المنية وهو يحرث أرضه فروى الأرض بدمائه!! وعلى عكس "واصل أفندي" رمز النجاح الضائع و"وحيد أفندي" رمز العلم الضار، لم يكن والدي "عبده أفندي" رمزا لشيء على الإطلاق..
ولعل مصدر فخر "عبده أفندي" الأعظم هو ذلك التمثال الحجري الذي ورثه عن آبائه وأجداده والذي تناقلته الأجيال– على حد زعمه– منذ عهد "سنوسرت الثالث" أحد ملوك مصر المحروسة في عهدها الغابر. والتمثال يمثل الفلاح في ذلك العهد بكل ما يملك من كرامة وعزة نفس. فالجد الأعظم لـ "عبده أفندي" (وهو صاحب التمثال) كان من أشد المناصرين للسياسات الإصلاحية التي اتبعها الفراعنة من شق الترع وبناء الجسور، لكنه انقلب عدوا للنظام– وإن لم يصرح بذلك إلا لذاته– بمجرد أن أدى شق الترعة إلى ضياع أرضه، وناصر الهكسوس حين قالوا أنهم المصلحون في الأرض. وهكذا لم يكن ذلك الجد يهتم بشيء سوى الأرض وقوت يومه.
لكن الله نزع الموهبة من آل عبده أفندي فشجرة عائلته لا تحوي سوى فلاحين مساكين، غير أن "عبده أفندي" كان يفخر بكونه فلاحا أصيلا لا مهجنا كدجاج المزارع. ومثلما يؤكل الدجاج بعد أن يذبح وينتف ريشه فإن آل عبده أفندي تم ذبح أي نبوغ لديهم ونتف أية آراء ناشئة في عقولهم وأكل محصول أرضهم...
وتعرض عبده أفندي ذات يوم للمحاولات الإصلاحية التعليمية من قبل وحيد أفندي, فآلمه بدرس شاق عن الذات والموضوع, وما إذا كان للأشياء وجود خارجي مستقل عن ذواتنا العارفة. وكانت حصافة عبده أفندي, من حيث تظاهره الكاذب بالفهم, الأمر الذي جعل الموقف يمر بسلام لولا السؤال الذي ألقاه عليه وحيد أفندي في نهاية الدرس ليتأكد من استيعابه للموضوع, فما كان من عبده أفندي إلا أن قال وقد فاض به الكيل: "لعن الله أمك يا وحيد أفندي, وحرق ذاتك مع موضوعك مع أمك العاهرة مع أبيك القواد في نار جهنم.. جميعا بإذن الله يا ابن العاهرة".. فأصابت الدهشة وحيد أفندي إذ أدرك أن عقل والدي عجز عن استيعاب تلك المشكلة الفلسفية التي كانت, وارتفاع الأسعار, حديث القرى المجاورة في مصر والعالم لسنين طويلة..
وكان عبده أفندي رجلا عمليا يزرع ويحصد نتاج ما زرع ويسلمه للحكومة.. قال له وحيد أفندي ذات يوم: "أنت براجماتي يا عبده".. فسب والدي أم وحيد أفندي ورد له السيئة قائلا باقتدار: "وأنت برميل قذارة يا وحيد القرن".. كنت ترى في عينيه أنين الشكوى من الحكومة مكتوما ودموع الحسرة حبيسة!!.. لكنه لم يكن يشغل باله بالمسائل التافهة.. فلم يعنه أبدا إذا ما كان وحيد أفندي محقا أم لا.. كان يصدق المشايخ ويعبد الله ويأكل ويشرب ويعالج نفسه بالسحر ويتبرك بالأولياء.. وأكاد أجزم أنه قد ذهب مرة ليطوف عشرا حول بيت العارف بالله "وحيد أفندي" بعد وفاته. ينادي مع الداعين على الحكومة (لكن دعاءه سري)، ويسعد إذا ما رفعت الحكومة سعر القطن قرشا واحدا, ويقبل يدي وقدمي العمدة إذا رآه.. يقولون أنه سرق قصيدة من قصائد رابعة العدوية في العشق الإلهي, وأرسلها إلى مأمور المركز زاعما أنها قيلت على لسان عدوية في عشق الحكومة.. سألته مرة: هل تحزن لو احتلنا مستعمر؟ قال: إذا بقيت أرضي فليذهب الكل إلى الجحيم..
قالت أمي أنه قضي في النار ليلتين جزاء هذه الجملة المنطوية على حب الذات.. لكنه الآن يحرث أرض النار وأرض الجنة لا يضيره أيهما يحرث وأيهما يزرع طالما ينال امرأة فاتنة من الحور العين وكأسا من الخمر بعد نهاية يومه الشاق!!.. رحم الله والدي "عبده أفندي" ووسع له في رزقه..
the word amazing is not enough, speechless !!!!
ReplyDeletebecause no words to describe this story, even the word amazing is a degradation for this story